يقتل 500 كلب مشرّد إنتقاما لشقيقه

المقاله تحت باب  قضايا
في 
26/08/2012 06:00 AM
GMT



لا يبدو الإحتفال بإصطياد الكلاب المتشّردة الذي إقامه حسن فاضل الشاب الثلاثيني القاطن في حي الفرات بمحافظة الديوانية أمراً مألوفاً، رغم كثرة إنتشار هذه الكلاب ومهاجمتها المارة من الأطفال في مدينته.
الشاب الذي إحتفل بإصطياده 500 كلب مشرّد قبل أيام بدأ مشواره بإصطياد الكلاب منذ عام 2007 حينما هاجم أحد الكلاب المتشردة المسعورة شقيقه الصغير وملأ جسده بجروح توفي إثرها لاحقاً.
الأصدقاء والأقارب الذين شاركوا فاضل الإحتفال بلغوا 30 شخصا، وهم المدعوين ذاتهم الذين حضروا إلى منزله في العام الماضي حينما أقام حفلاً مماثلاً، وكان غالبيتهم يفتخرون بما فعله فاضل حينما قتل الكلاب المسعورة التي كانت تهاجمهم بين الحين والآخر أثناء سيرهم في الشوارع ليلاً.
لكن الميزة الرئيسة في إحتفال هذا العام هو تلك الكعكة الكبيرة الحجم التي إمتدت بطول متر واحد على الطاولة، وكانت على هيئة كلب، حيث أوصى فاضل أحد محال صنع المعجنات في الديوانية بإعدادها خصيصا للإحتفال.
موقع الإحتفال في بيته كانت تنتشر بالقرب منه العشرات من الكلاب المتشردة كواقع حال باقي الأحياء السكنية في الديوانية، والتي تقدِّر دائرة صحة المدينة عددها في المدينة بين (4000- 5000) آلاف كلب، غالبيتها مصابة بداء الكلب أو (مسعورة) كما يسميها أهالي المدينة.
فاضل علّق ملصقات في غرفة الجلوس تضمَّن بعضها إرشادات ونصائح للوقاية من الإصابة بالأمراض التي تنقلها وكيفية تجنب عضة الكلب المسعور، أما غرفته فضمت صوراً للكلاب التي قتلها وملصقات أُخرى كَتَب عليها (إحموا أطفالكم وتخلصوا من الكلاب، والموت للكلاب المشردة).
لكن فرحه بإصطياد هذا العدد من الكلاب لم ينسه الألم والحزن على فقدان شقيقه، ويقول "وفاة شقيقي هي التي دفعتني إلى مزاولة هذا العمل الذي اصبح هوايتي المفضلة منذ ان قتلت أول كلب في أوائل تشرين الأول (أكتوبر) عام 2007 في الساحة القريبة من منزلي".
ويضيف "في ذلك اليوم لم يمر على وفاة شقيقي سوى أيام وكنت أشعر بحزن شديد لفقدانه، فأنهلت على أحد الكلاب المشّردة بالضرب على رأسه بمختلف نواع الحجارة حتى فارق الحياة".
الشاب الذي يعتبر الكلاب عدوه الأول تحدث بغضب عن الطرق التي استخدمها في صيد الكلاب ويقول "استخدمت أكثر من طريقة لقتلها كإطلاق النار من بندقية اقتنيتها خصيصا لهذا الغرض، وأصطدت بعضها بمصيدة صنعها لي أحد الحدادين حسب طلبي".
فاضل يقتل بعض الكلاب المتشردة بواسطة السموم التي يحصل عليها من أصدقائه العاملين في مجال الطب البيطري.
السيطرة على انتشار الكلاب السائبة في مدينة الديوانية تتم من خلال التبليغ عنها لتشكل لجنة من المستشفى البيطري التي تباشر بالقيام بعدة حملات لقتلها والخلاص منها.
كلاب الحراسة والصيد والزينة في المدينة غير مشمولة بتحركات اللجنة وهي غير مسموح بقتلها لأن أصحابها يعتنون بها ويقومون بتلقيحها ضد الأمراض، وعدد هذه الكلاب محدود في الديوانية حيث لا تملكها سوى العائلات الميسورة.
كما تملك العائلات القروية عدداً كبيراً من الكلاب بهدف الحراسة وهي أيضا غير مشمولة بحملات دائرة الصحة التي تقوم بها بمساندة أجهز الشرطة في المدينة.
علي حسين المتخصص في الأحياء أكد لـ"نقاش" إن سبب خطورة الكلاب السائبة يكمن في نقلها العديد من الأمراض التي تهدد حياة الإنسان، إذ أن هذه الحيوانات تعتاش على النفايات والأماكن غير الصحية التي تمثل بيئة ملائمة لانتشار الفايروسات والبكتريا بأنواعها.
وقال حسين "يتوجب علينا القضاء على الكلاب المشردة لحماية الأهالي من مخاطرها وتقليص عدد الإصابات بأمراضها". ويقترح إيجاد مناطق ملائمة للطمر الصحي اولاً كي لا تصبح النفايات المتكدسة المكشوفة مرتعا للكلاب المتشردة التي تعتاش عليها.
وبحسب الدكتور ثامر ناجي الحميداوي رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة الديوانية، فإن الحكومة المحلية وبالتعاون مع المستشفى البيطري وقيادة الشرطة نفذّت حملات ليلية للقضاء على الكلاب المشردة استخدمت فيها الخراطيش - وهي نوع من الذخيرة تُستخدم في الصيد - وتم قتل أعداد كبيرة منها، ولكن الوضع الأمني في المدينة عقب التفجيرات الأخيرة حال دون إستمرار الحملات.
ويأمل الحميداوي استئناف الحملة بعد إستقرار الأوضاع الأمنية، لكنه وعلى الرغم من مناصرته لها إلا أنه يُعارض إستخدام الخراطيش في قتل الكلاب ويفضل إسلوب القتل المريح وقال إن "إطعامها حبة سامة أفضل بكثير وهو الأسلوب المتبّع في الحملات السابقة، لكن إزدياد اعدادها في المحافظة حال دون إستخدام هذه الطريقة".
أما صياد الكلاب المشَّردة حسن فاضل فلن يقتنع بتلك الحملات ولا نتائجها ولا يبالي إن كان الموت مريحا لها أم لا، وكل ما يفكر به هو الإستمرار في قتلها، ويؤكد "سأستمر بقتل الكلاب المشردة، ولن أتوقف حتى يتم القضاء عليها جميعا وأشعر أن الخطر زال ولن يهدد حياة الأطفال والنساء".
عن (نقاش)